اعتقاد أن أصل الإنسان قرد كفر وردة عن الدين(نظرية فرويد) . العلامة ابن عثيمين.
السؤال :
درست في العام الماضي أصل منشأ الإنسان في كتاب التاريخ ويؤكد الكتاب أن الإنسان أصله قرد ، وتحول بمرور الزمن إلى إنسان !!
فهل هذا صحيح أم يتعارض مع ما جاء في القرآن الكريم عن أصل القرد؟
اهدونا وفقكم الله إلى الطريق لكي نسلكه مشكورين؟
الجواب :
[هذا القول ليس بصحيح ، أعني القول بأن أصل الإنسان قرد ، ولكن القائل به هو في الحقيقة قرد ممسوخ العقل وممسوخ البصيرة ، فجديرٌ أن نسميه هو قرداً ، وليس بإنسان حتى وهو على صورة إنسان.
السؤال: لكن ألا يمكن أن نقول هو قرد ممسوخ حقيقة لأن فرويد يهودي؟!
الشيخ: على كل حال ما قلته أولى ، ما قلته أنا أولى وكفاية ؛
هذا القول ليس بصحيح أن أصل الإنسان قرد ، واعتقاده كفر لأنه تكذيب للقرآن فإن الله تعالى بين أن خلق الإنسان أصله من طين بخلق آدم عليه الصلاة والسلام وهو أبو البشر ، ثم جعل الله تعالى نسله من سلالة من ماء مهين ، والقرود المعروفة هي من جملة فصائل المخلوقات الأخرى ، فهي مخلوقات نشأت هكذا لطبيعتها أنشأها الله تبارك وتعالى على هذه الصفة ، كالحمير والكلاب والبغال والخيل والإبل والبقر والغنم والظباء والدجاج وغيرها ، ولا يجوز لأحد ، بل لا يجوز لدولة مسلمة تنتمي إلى الإسلام أن تقرر هذا في مدارسها ، بل يجب عليها أن ترفع ذلك من المدارس ، لأن الطالب إذا نشأ على هذا من صغره يصعب جداً أن يُخَلّصَ منه ، بل ولا أرى من الجائز أن يقرر هذا في المدارس حتى ولو كان للرد عليه وإبطاله ، وإنما يُبطل من غير أن يقرر في المدارس ، لأن وضع الشيء ثم محاولة اقتلاعه مفسدة ، لكن عدم وضعه بالكلية أولى من أن يوضع ، ثم يحاول اقتلاعه وإبطاله ، والواجب على الدول الإسلامية عموماً أن تعيد النظر في مناهجها ومقرراتها ، وأن تجعلها مستخلصة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، حتى يعيد الله تعالى إلى الأمة الإسلامية مجدها وعزها وكرامتها ، ويزول عنها كابوس الذل الذي أصابها اليوم ، حتى أصبحت في حال يرثى لها ، قد أقول في حال يرحمها عدوها ، لما بينها من تشتت والتفرق والذل والهوان بين دول العالم ، والواقع شاهد بذلك ، وما سببه إلا إعراضهم أو إعراض كثير منهم عن كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهاج السلف الصالح ، الذي قال فيه الإمام مالك رحمه الله : " لن يُصلِح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها ".
والله أسأل بمنه وكرمه أن يعيدنا جميعاً إلي الإسلام الحقيقي عقيدة وقولا وفعلا منهاجا وشريعة ، حتى نعود إلى العز والمكانة التي نصل إليها بتمسكنا بديننا ].
الشيخ العلامة ابن عثيمين . " نور على الدرب " شريط(55) أ.
السؤال :
يقول : إنه هو وزملاؤه يقول نشتكي إليكم أستاذنا الذي يدخل علينا في الصف ، ويقول لنا السلام على القرود وإذا ثرنا عليه جاء لنا بقصة إفرويد! ، وقال هذا أصلكم وأصلي ! ، ولا مناص لنا من هذا الأصل!! ، علماً أن أستاذنا تبدو عليه الغطرسة ، وطول الملابس ، وطول الشعر أيضاً ، والأظافر الطويلة ! ، فما موقفنا من هذا الأستاذ وفقكم الله علماً أنه لم يشر إلى بلده أو قريته أو من هذا القبيل؟
الجواب :
[ نقول إقرار هذا الرجل على نفسه بأنه من القرود مقبول! ، وأما دعواه على غيره أنهم قرود فهي مرفوضة ، وقد تقدم قبل قليل بيان أن اعتقاد أن أصل كون الآدمي قرداً كفر بالله عز وجل ، لأنه تكذيب للقرآن الكريم ولما أجمع عليه المسلمون ، بل ولِما أجمع عليه الناس اليوم ، فإنه قد تبين أن هذه النظرية نظرية فاسدة باطلة ، وأنه لا حقيقة لها.
وأما كون هذا الأستاذ يبقى أستاذاً في هذه المدرسة ، فإنه لا يجوز إقراره أستاذاً ، ويجب على مدير المدرسة أن يرفع به إلى من فوقه حتى يُبعد ويُنحى عن حقل التدريس ، ويجب مراقبته أيضاً في خارج المدرسة حتى لا يُضِل الناس ، وإذا استقام على الحق فذلك هو المطلوب ، وهو من رحمة الله به وبالناس ، وإلا وجب أن يُجرى عليه ما يمنع إفساده ولو بالقتل.
السؤال: إذن يجوز قتله في هذه الحالة؟
الشيخ: إذا لم يندفع ضرره إلا بذلك ، وهذا ضرر عظيم لأنه تكذيب للقرآن الكريم ، فإذا لم يندفع إلا بهذا وصار هذا الرجل داعية إلى هذا الإلحاد والكفر فإنه يجب قتله ، لأنه مرتد والمرتد يجب قتله ].
الشيخ العلامة ابن عثيمين . " نور على الدرب " شريط(55) أ.