أميرة النور مشرفة
الاقامة : maroc الهواية : l'internet
| موضوع: ♥. مــن قــصص الــقرآن الــكريــــم . ♥ـ السبت 27 ديسمبر - 4:04 | |
| قال تعالى في محكم كتابه المجيد في سورة مريم : (فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا )
تبين لنا هذه الآيات الكريمة حال مريم بنت عمران عليه السلام وهي في مرحلة المخاض والعجيب في هذه الآيات الكريمة أنها أمرت أن تهز بجدع النخلة ليتساقط إليها الرطب وهي على هذه الحال وليس معها أحد يتعهدها في حين أنها لما كانت في المحراب كان نبي الله زكريا عليه السلام كافلها وكان رزقها يأتيها من عند الله : ( كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ )
- ما الذي اختلف على مريم عليها السلام حتى لا تنزل عليها مائدة من السماء أو يأتيها رزقها من السماء في حين أنها ستلد نبي ورسول تلك الأمة ومرحلة المخاض تعتبر من الأمور العظيمة عنده سبحانه ، فهل نقصت مكانتها يا ترى ؟.
هذا أحد الإشكالات التي وردت إلى ذهني ، والتي وجدت لها جوابا استطعت أن أجمعه من كثير من الآراء لأحصل بعدها على رأي واحد وسأدعكم لتفكرون فيه قليلا ثم أعود بعدها لأذكر ما توصلت إليه . وهذا يعني أن تكتب إذا كنت تحمل الإجابة . أو إذا كان لديك إشكالية أخرى حتى نرتقي معا في مفاهيم القرآن العميقة .
----------
الجواب :
السيدة مريم عليها السلام كانت في بداية لأحداث هذه القصة جاءها ملك مرسل من قبل الله عز وجل قيل أنه الروح القدس عليه السلام وقد بشرها بغلام فتعجبت أن يكون لها غلام وهي غير متزوجة أو مرتكبة للفاحشة والعياذ بالله ، فأخبرها أن هذا أمر الله وهو أمر مقضي
قال تعالى في محكم كتابه العزيز:
(فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا َفحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا )
فما إن شعرت بالحمل حتى ذهبت إلى مكان بعيد لا يراها الناس فيه خوفا من أن تطعن في شرفها وعفتها عليها السلام فلما جاءها المخاض أراد الله سبحانه وتعالى أن يزيدها إيمانا فوق إيمانها تصل به إلى الطمأنينة فجاءها النداء من تحتها وقد ذكر بعض المفسرون أن المتحدث هو نبي الله عيسى عليه السلام أن تهز جدع النخلة
تفسير الميزان للعلامة الطباطبائي قدس سره (قوله تعالى: «فناداها من تحتها ألا تحزني» إلى آخر الآيتين ظاهر السياق أن ضمير الفاعل في «ناداها» لعيسى (عليه السلام) لا للروح السابق الذكر، و يؤيده تقييده بقوله: «من تحتها» فإن هذا القيد أنسب لحال المولود مع والدته حين الوضع منه لحال الملك المنادي مع من يناديه، و يؤيده أيضا احتفافه بالضمائر الراجعة إلى عيسى (عليه السلام).)
وكانت النخلة ميتة في الأصل فأحياها الله سبحانه وتعالى ( فكان الاهتزاز شاهد على ما يسمى بالعلل العرضية ) وهي لم تفعل شيء أصلا سوى هز الجذع ، علما بأن جذع النخلة لا يمكننا هزه بأيدنا وقد جعلها الله تثمر بعد الإحياء مباشرة وهذا دليل على عظمة الله في أن هذا الغلام هو ليس بحاجة إلى أب حتى يوجد في بطن أمه وأن إرادة الله فوق كل إرادة وكان الرطب شاهد على نضج الغلام الذي سيولد وسيكلم الناس في المهد . | |
|