إنها القاعدة الصحية العريضة التي قررها الله عز وجل حين قال في كتابه العزيز (خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) [الأعراف: 31] و سنبين بعض أبعاد هذه القاعدة الكبيرة .
- الغذاء في اعتبار القرآن: الغذاء في اعتبار القرآن وسيلة لا غاية، فهو وسيلة ضرورية لابد منها لحياة الإنسان، وقد اتفق على مبدأ الاعتدال في الطعام و الشراب كل من مر على الأرض من الأنبياء و حكماء و أطباء، فهذا احد الحكماء يوصي ولده بقوله: "وإذا كنت في الطعام فاحفظ معدتك "، و عمر بن الخطاب رضي الله عنه يحذر من البطنة فيقول: "إياكم و البطنة في الطعام، فإنها مفسدة للجسم، مورثة للسقم" ويتضح لنا هذا الهدي النبوي بقاعدة عظيمة أخبرنا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: (ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا بد فاعلا، فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه) أخرجه أحمد و الترمذي
و يعتبر الجهاز الهضمي أكثر الأجهزة تأثرًا بالصوم، فإنه يشترك فيه الفَم وغدده اللُّعابيَّة، والمعدة وغددها ومفرزاتها والكبد، والبنكرياس ومفرزاتها الهضمية والصفراوية، والأمعاء ومفرزاتها المعوية، تشترك كلها في عملية الهضم.. والجهاز الهضمي أكثر الأجهزة عملاً وتحمّلاً لأعباء الهضم الكبيرة، فإذا أمكن إراحة أعضاء الجسم كافَّة، والجهاز الهضمي خاصة بنظام ثابت، طيلة شهر كامل لحصلنا على فوائدَ عديدة لا يمكن إنكارها ومنها:
1 - تخليص البدن من شحومه المتراكمة التي تشكل عبئًا ثقيلاً عليه، والتي تغدو مرضًا صعبًا عندما تزداد، وذلك المرض هو داء السمنة، فالجوع هو أحسن الوسائل الغريزية المجدية في معالجة السمنة، وإذابة الشحوم المتراكمة، وتصحيح استقلاب الدسم؛ ككل، كما تقي الإنسان من مضار الأدوية المخففة للشهية، أو الهرمونات المختلفة التي قد يلجأ لها لمعالجة البدانة.
2 - طرح الفضلات والسموم المتراكمة.
3 - إتاحة الفرصة لخلايا الجسم وغدده، لأن تقوم بوظائفها على الوجه الأكمل، وخاصة المعدة والكبد والأمعاء.
4 - إراحة الكليتين والجهاز البولي بعض الوقت من طرح الفَضَلات المستمر.
5 - تخفيف وارد الدسم على الشرايين، والوقاية من إصابتها بالتصلب.
6- الجوع يولد في الجسم رد فعل بعد الصيام، يتجلى برغبة في الطعام، وبشعور بالنشاط والحيوية، بعد أن اعتاد على تناول الطعام بشكل مُمِلّ.
ولكن الواضح في رمضان هو زيادة بعض الناس في السمنة والتخمة!! فما السبب؟
لكي نحصل على فائدة الصيام المثلى يجب الالتزام الصحيح بآدابه التي منها:
تأخير السحور، وتعجيل الفطور، وعدم الإسراف في الطعام كمًّا وكيفًا.. واهتمام الناس اليوم بالصيام هو اهتمام بالأسماء والمظاهر، وإهمال لروح تلك العبادة، فأصبح الإسراف في الطعام كمًّا وكيفًا في رمضان، هو من لوازم رمضان فإهمال هذه الآداب يجعل من رمضان شهر التخمة، والبطنة، والتنعم بعد أن كان شهر الصبر، والتقشف، والإيمان، والجهاد.
فاحرص اخي في الله على صحتك البدنية بتطبيق هدي النبي صلى الله عليه وسلم في أكله وشربه، فهديه أكمل الهدي، فصلوات الله وسلامه عليه إلى يوم الدين.. وتذكر ان شهر رمضان شهر طاعة وعبادة وليس شهر للاكل وللهو